shababik magazine

كتب: جنة تامر- جودي شريف

الارتفاع الكبير في معدلات الطلاق دفع الدولة المصرية للتحرّك من خلال وزارة التضامن الاجتماعي لإطلاق مبادرة مودة قبل سنوات، والتي تهدف إلى تزويد المقبلين على الزواج بالتأهيل النفسي والاجتماعي الكافي لتشكيل الأسرة وحل أي خلافات محتملة، وكذلك دعم مكاتب فض المنازعات الأسرية للقيام بدور في الحد من حالات الطلاق، بالإضافة إلى مراجعة التشريعات التي تدعم الأسرة وتحمي حقوق الزوجين والأطفال. تسهدف مبادرة مودّة الشباب المقبل على الزواج، في الفئة العمرية من 18 وحتى 25 عام. . في التقرير التالي نعرض لكم أهم أهداف وإنجازات هذه المبادرة.

كيان الأسرة

يأتي هذا البرنامج القومي للحفاظ على كيان الاسرة المصرية «مودة» في إطار تكليفات السيد رئيس الجمهورية لوزارة التضامن الاجتماعي خلال المؤتمر الوطني السادس للشباب الذي عٌقد بجامعة القاهرة في يوليو 2018 بشأن إعداد وتنفيذ برنامجاً قومياً متكاملاً لتأهيل المقبلين على الزواج وتدعيمهم بالمعلومات والمهارات اللازمة لبناء أسرة متماسكة تساعد في دعم البناء القيمي والإجتماعي للمجتمع المصري، ويسعى البرنامج باستمرار لأن يظل أحد أهم البرامج الوطنية التي تستهدف تعزيز قيم الأسرة المصرية والحفاظ على كيانها، وتأهيل الأجيال القادمة لبناء أسر مستقرة وسعيدة، ويتجاوز البرنامج نطاق تقديم النصائح حول الحياة الزوجية، ليهدف إلى بناء مجتمعاً أكثر وعياً بأهمية الأسرة وقيمتها، وقادراً على مواجهة التحديات. ويتماشى برنامج مودة بشكل وثيق مع رؤية مصر 2030 وبرنامج الحكومة المصرية، حيث يُسهم في تحقيق الكثير من أهدافها الطموحة في تحقيق التنمية المستدامة والإرتقاء بجودة حياة المواطنين من خلال التركيز على بناء أسرة مصرية قوية وصحية.

ويُنفذ البرنامج 15 مبادرة تدريبية مختلفة على مستوى الجمهورية لتستهدف وتتناسب مع مختلف الفئات من الشباب، وترتكز الحقائب التدريبية للبرنامج على ثلاثة محاور أساسية؛ محور الجوانب الاجتماعية والنفسية في الحياة الزوجية، ومحور الجانب الشرعي في الحياة الزوجية، بالإضافة إلى محور الصحة الإنجابية والجنسية في الحياة الزوجية. وبجانب التدريبات المباشرة، يتيح البرنامج محتوى تعليمياً ترفيهياً من خلال منصة مودة الرقمية للتعلُّم عن بُعد والتي أطلقها فخامة رئيس الجمهورية في ديسمبر 2019 واستفاد منها ما يقرب من 5,2 مليون مواطناً مصرياً. رؤية البرنامج: “الحفاظ على كيان الأسرة المصرية من خلال تدعيم الشباب والفتيات المقبل /ات على الزواج بالمعلومات والخبرات اللازمة لتكوين الأسرة، وتطوير آليات الدعم والإرشاد الأسري.

وتهدف هذه الدورة التدريبية إلى تأهيل الشباب المصري المقبل على الزواج، من الجنسين، وإعدادهم لبدء حياة زوجية ناحجة، والتأهيل النفسي والاجتماعي والشرعي لطرفي العلاقة، لبناء شراكة تقوم على الحب والاحترام والمسؤولية، والتوعية بالشروط الواجب توافرها لبدء أولى خطوات الحياة الزوجية، وتثقيف الشباب المقبل على الزواج، من خلال عرض نماذج ناجحة في الحياة العملية والأسرية.

محتوى الدورات التدريبية

تتضمن الدورات التدريبية كافة الجوانب الاجتماعية الواجب مراعاتها لبناء علاقة زوجية وأسرية ناجحة، ابتداءً من معايير اختيار شريك الحياة، مرورًا بأسس التواصل والتفاهم بين الزوجين والتعرف على الاحتياجات العاطفية لكل منهما، كما تصحح بعض المفاهيم والأفكار الاجتماعية المغلوطة المتعلقة بالزواج والإنجاب. تقوم الدورات التدريبية بالتوعية بأهمية الفحوصات الطبية الواجب تطبيقها قبل وخلال الزواج، كما توعّي بأهم الحلول الصحية لتنظيم الأسرة. وتهتم “مودّة” خلال دورتها التدريبية بإلقاء الضوء على الرأي الشرعي في كثير من القضايا المتعلقة بالزواج، ومن بينها الأركان والشروط والحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين.

المشروع القومي للحفاظ على كيان الأسرة المصرية، والمعروف باسم “مودّة”، هو واحد من أهم المشروعات الاجتماعية التي تسعى لمواجهة الارتفاع الكبير في معدلات الطلاق بين المتزوجين حديثا.. هذه المبادرة أطلقها السيد رئيس الجمهورية خلال المؤتمر القومي السادس للشباب وكلف بها وزارة التضامن الاجتماعي، بهدف نشر الوعي وتأهيل الشباب والفتيات المقبلين على الزواج بكل الخبرات اللازمة حول أسس اختيار شريك الحياة وتكوین الأسرة الناجحة وتطویر آلیات الدعم والإرشاد الأسرىّ وفض أي خلافات أو نزاعات، فضلا عن مراجعة التشريعات التي تدعم الأسرة وتحمي حقوق الزوجين والأطفال..

وتسهدف مبادرة مودّة الشباب المقبل على الزواج في الفئة العمرية من 18 إلى 25 سنة، وذلك من أجل تأسيس حالة من الوعي الاجتماعي بقدسية العلاقات الأسرية، وتعزيز الشعور بالمسئولية بين الزوجين، وعلاج الكثير من المشكلات والأخطاء التي تؤدي للطلاق والتي من بينها غياب التوافق بين الطرفين وعدم الاختيار الجيد لشريك الحياة المناسب من البداية، ذلك أنه طبقا لدراسة أعدها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في فبراير الماضي لقياس مدى انتشار ظاهرة الطلاق في مصر، فقد توصلت إلى أن نسبة الطلاق في الفئة العمرية من ١٨ سنة فأكثر وفقًا لتعداد 2017 بلغت نحو 1.25% وهي النسبة الأعلى منذ أكثر من نصف قرن، فهناك 198 ألف حالة طلاق في مصر سنويًا.

تأهيل نفسي واجتماعي

ومن خلال الكثير من الدورات التدريبية المجانية يتم تدريب الشباب على التأهيل النفسي والاجتماعي والشرعي لطرفي العلاقة لبناء شراكة تقوم على الحب والاحترام والمسئولية، والتوعية بالشروط الواجب توافرها لبدء أولى خطوات الحياة الزوجية، وتثقيف الشباب المقبل على الزواج من خلال عرض نماذج ناجحة في الحياة العملية والأسرية. ومن أجل تنفيذ أهداف المشروع وتسهيل وصول الشباب إليه، فإن المبادرة تمارس نشاطها من خلال منصة رقمية حيث وصل عدد المترددين عليها إلى أكثر من 3 مليون زائر وزائرة بينما سجل مئات الآلاف من المستفيدين من المحتوى العلمى المقدم عبر المنصة منذ إطلاق المنصة من جانب رئيس الجمهورية، حيث جاءت أعلى نسب للتسجيل على المنصة من محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، وذلك خلال الشهور الأولى من إنطلاق المنصة، فضلا عن استخدام منصات التواصل الاجتماعى فى الوصول للمستفيدين واستخدام صفحة “مودة”على “فيسبوك”، كنافذة مهمة لتسويق مقاطع الفيديو التي تم إعدادها لمجموعة من الأطباء النفسيين والخبراء.

إن من أهم مؤشرات النجاح هي تردد أكثر من 2 مليون شاب وفتاة على المنصة الإلكترونية وتفاعل الشباب مع أهداف ومحتويات المنصة، وكان يجب أن تصل بالمبادرة وأهدافها للجامعات، وفي هذا الإطار وافق المجلس الأعلى للجامعات على اعتماد “المحتوى العلمي” لمشروع مودّة كمتطلب تخرج، بمعنى أنه أصبح نشاط طلابي مهم قبل التخرج من الجامعة، ويدرس الطالب الدليل العلمي للمبادرة منذ العام الدراسي الأول، ومن ناحية أخرى تم استهداف ما يقرب من 90 ألف طالب و12 ألف من فتيات الخدمة العامة و36 ألف مجند بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع.

دليل علمي

وحول المحتوى العلمي المقدم في المبادرة، تعتمد المبادرة على دليل علمي متكامل، يضم ثلاثة جوانب، الجانب الأول اجتماعي نفسي ومن خلال ننقل للشاب خبرات حياتية حول أهمية التواصل الأسري وكيف نختار شريك الحياة ومهارات التربية الإيجابية ومواجهة مشكلات العنف الأسري، وخطورة تعاطي الإدمان وتأثيره على الأسرة، أما الجانب الثاني هو متعلق بالمكون الصحي ونتحدث فيه عن الفحص الطبي قبل الزواج وأهمية تنظيم الأسرة، وأخيرا الجانب الشرعي ويضم أحكام الشريعة والزواج. ويتم تطوير هذه الجوانب حسب تطور الظاهرة التي تعالجها المبادرة، فقد قرأ المسئولون عن المبادرة الأرقام والإحصائيات الأخيرة حول معدلات الطلاق بشكل مختلف، خاصة وأن 35% من حالات الطلاق تقع في أول 3 سنوات من الزواج، و15% في السنة الأولى، ومعنى ذلك أننا نحتاج بشدة لتأهيل المقبلين على الزواج، وبالتأكيد ستؤدي هذه الدورات إلى خلق حالة من الوعي بأهمية التماسك الأسري وخطورة الطلاق في المجتمع.

من جانبه يقول الدكتور أيمن عبدالعزيز، المنسق التنفيذي للمبادرة بوزارة التضامن: تواجه مبادرة مودة العادات والتقاليد والأفكار المغلوطة حول الحياة الزوجية، ومن ضمن الورش المهمة مثلا أننا نجعل كل شاب يتحدث ويفرغ كل الموروثات والأفكار التي لديه حول الزواج ونحاول نجعله يمارس هذه المعتقدات الخاصة به وكيف تكون نتيجتها، وفي المقابل يتعرف الشاب المعتقدات السليمة والمعارف المضبوطة حول الحياة الزوجية، فضلا عن إمداد الشباب المستفيدين بالمبادرة برسائل ومعارف من دار الإفتاء والأزهر الشريف، ورسائل أخرى من الكنسية المصرية بالنسبة للأخوة المسيحيين، ومن جانب آخر يتلقى الشباب أيضا معلومات ومحاضرات بمشاركة مجموعة من المتخصصين في كافة الجوانب الاجتماعية والصحية والشرعية، وبعض الموضوعات المهمة جدا مثل الكشف المبكر وأهمية تنظيم الأسرة وختان الإناث ومخاطر زواج الأقارب، وبعض الموروثات والأمثلة الشعبية السلبية حول ليلة الزفاف.

خدمة شازلونج

ويضيف عبدالعزيز أن أي شاب يستطيع أن يستفيد من المنصة بعدما يقوم بالتجسيل بها، كما أن هناك خدمة للدعم النفسي تسمى “شازلونج” ويستطيع أن يستفيد الشاب منها في بعض الاستشارات النفسية، وفي هذا الإطار لاحظنا مثلا أن أهم مشكلة تواجه المقبلين على الزواج تتمثل في غياب الاستعداد النفسي لتحمل المسئولية، وبعدما يتزوج الشاب ويجد نفسه داخل مسكن الزوجية وعليه مسئوليات فإنه لا يكون مدركا لهذه الحياة الجديدة ومن هنا يحدث الصدام والصراع والتداعيات الخطيرة الأخرى.        

من جانبها، ذكرت الدكتورة راندا فارس مدير المشروع، أن المبادرة تعمل على توفير استشارات بجانب عقد الورش التدريبية لتأهيل الفتيات المقبلات على الزواج في مرحلة الخطوبة اللائي يتم تجهيزهن وتقوم على عقد العديد من الورش التدريبية في محافظات مختلفة من بينها القاهرة والجيزة والإسكندرية والفيوم، كما أن المنصة الإلكترونية تعقد الورش الزوجية مجانا من خلال متخصصين في العلاقات الأسرية، ولأول مرة تطلق المبادرة مبادرات للمخطوبين حيث يحضرون سويا لتلقي التدريب بشكل متخصص، وكل التدريبات تكون مستندة إلى مستوى علمي تم تطويره من قبل وزارة التضامن وبالتعاون مع مجموعة من الخبراء في التخصصات المختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

احدث المواضيع : قلة من الباحثين يمتلكون القدرة على قراءة المجتمع   رحلة الموضة من «الشارلستون» إلى «الباجي والستريت ستايل»   مبادرة «مودة».. دورات تدريبية لتأهيل الشباب المقبلين على الزواج   كل الطرق لا تؤدي إلى روما.. “شبابيك” تكشف أحدث طرق الهجرة غير الشرعية   أنهار الدم.. أحمد مجدي يكشف الحقائق الغائبة عن جحيم الثأر   الدارك ويب.. خفايا القاع المظلم للشبكة العنكبوتية   حكايات الرحيل والعودة.. مشوار العمر بين بساطة القرية وضجيج الغربة