جنة تامر
التحرش بالأطفال من أبشع الجرائم اللي ممكن تحصل في المجتمع، لأنه بيدمر الطفل نفسيًا وجسديًا، وبيأثر عليه طول عمره.
الطفل إنسان بريء وضعيف، والمفروض يعيش حياته بأمان وسعادة، مش بخوف وحزن بسبب تصرف مؤذٍ من شخص مريض نفسيًا أو عديم الضمير.
أنا شايفة إن أي شخص يتحرش بطفل هو مجرم ولازم يتحاسب بأشد العقوبات، لأن اللي بيعمله مش مجرد تصرف خاطئ، ده تدمير لطفولة بريئة.
وعلشان نحمي الأطفال، لازم نعلمهم وهم صغار إزاي يحموا نفسهم، وإزاي يقولوا “لا” لأي حد يحاول يلمسهم أو يكلمهم بطريقة مش مناسبة. كمان لازم الأهل يكونوا قريبين من ولادهم، يسمعوا لهم ويصدقوهم، وميكسفوش الطفل لو اشتكى، لأن دي أول خطوة في حمايته.
المدارس كمان ليها دور مهم جدًا، ولازم تعمل ندوات أو حصص توعية تعلم الأطفال حدود جسمهم وحقوقهم، وتعلمهم يثقوا في نفسهم، ويتكلموا من غير خوف.
والأهم إن المجتمع كله يرفض السكوت عن التحرش، لأنه مش عيب إن الطفل يشتكي، العيب إننا نسكت عن الظلم.
أنا بتمنى إن الأطفال يعيشوا في أمان، ويكون فيه قوانين تحميهم وتردع أي حد يفكر يؤذيهم، ونفضل دايمًا نفتح الموضوع ونتكلم عنه علشان نوصل لحل حقيقي.
أما عن حادثة مدرسة دمنهور فكانت صدمة كبيرة لكل الناس، خاصةً إنها حصلت في مكان المفروض يكون آمن للأطفال. لكن للأسف شخص عديم الضمير استغل براءة طفل واعتدى عليه أكتر من مرة تحت سمع وبصر المسئولين بالمدرسة اللي كان المفروض يكونوا أكثر أمانة في حماية الأطفال.. وطبعا المجرم ده أخد جزاءه بالسجن المؤبد 25 سنة بعد سنة كاملة من محاولة إثبات حق الطفل ياسين.
والحقيقة إنه لولا ضغط الناس والرأي العام على السوشيال ميديا كان ممكن حق ياسين يضيع وده بيأكد أهمية الدور اللي لازم يقوم بيه المجتمع في محاربة هذه الظاهرة.
أنا حزينة جدًا على اللي حصل، ومش قادرة أتخيل إحساس أهل ياسين وأمه اللي قدمت نموذج عظيم في الدفاع عن حق ابنها ووقفت جمبه لحد ما أخذ حقه.. وإحنا كمان مش لازم نسكت على أي ظاهرة اجتماعية ممكن تضر بأطفالنا.
اللي حصل ده بيخليني أفكر: ليه العنف والتحرش بقوا بيحاصروا الأطفال؟ وليه في ناس بتشيل سلاح وهي لسه في المدرسة؟ المفروض المدرسة تكون مكان للتعليم والأمان، مش مكان للخوف والدم.
أنا شايفة إن لازم يكون في رقابة أكتر في المدارس، ولازم نعلم الطلاب والأطفال عموما إزاي يحلوا مشاكلهم بالكلام مش بالعنف، وإزاي الأطفال ممكن يحموا نفسهم من محاولة للاعتداء والتحرش.. كمان لازم يكون في توعية عن مخاطر العنف.
أنا بتمنى إن اللي حصل ده يكون آخر حادثة من النوع ده، وإن كل طفل يحس بالأمان في مدرسته، ويروح وييجي من غير ما يخاف.