عبدالرحمن رمضان
في عصر السرعة، بقينا ننسى نبص على مشاعر بعض، بل والأخطر إننا ممكن نجرح إحساس أي حد من غير ما نشعر وكمان نسخر منه ومانحترمش ظروفه.. ده اللي بقينا نسميه “التنمر”.
يعني إيه تنمر؟ يعني لما حد يقلل من حد تاني، يضحك عليه، يحرجه قدام الناس، أو حتى يضربه أو يهينه.. وكل ده علشان هو مختلف شوية.
ممكن يبقى التنمر في المدرسة، في الشغل، في الشارع، أو حتى على السوشيال ميديا. تلاقي حد بيتريق على شكل حد، لونه، لبسه، أو طريقته في الكلام.
والمشكلة إن الناس ساعات بتضحك وماتاخدش بالها إن اللي بيتنمروا عليه بيتكسر من جواه.
اللي بيعمل كده يمكن مش حاسس، أو يمكن بيحاول يبان إنه قوي، بس الحقيقة إنه ضعف. القوي الحقيقي هو اللي يقدر يرفع غيره، مش يوقعه، وهو كمان اللي يحترم الآخرين ويقف جمبهم ويساعدهم ويدعمهم.
طيب إزاي ممكن نقلل من التنمر ونقضي عليه؟
أول حاجة، لازم نبدأ بنفسنا. نبطل نتريق على الناس. نعلم ولادنا من صغرهم إن كلنا مختلفين، وكل واحد فينا ليه ظروفه الخاصة.
تاني حاجة، لما نشوف حد بيتنمر على حد، مانسكتش. نقول كلمة حق، نقف جمب اللي اتأذى، ونفهم اللي بيغلط إنه لازم يغير طريقته.
وثالث حاجة، لو إنت من الناس اللي اتعرضوا للتنمر، متسكتش. اتكلم، احكي، ومتخليش اللي بيحاول يقلل منك يوصلك لمرحلة إنك تشك في نفسك.
التنمر مش هزار، ومش “مجرد كلام”. دي حاجة ممكن تكسر إنسان، فلازم كلنا نكون واعيين، ونساعد بعض نعيش في مجتمع أرحم.
وما تنساش.. الكلمة ممكن تعيش جوا حد طول عمره.
الكلمة اللي بتقولها وإنت مش واخد بالك، ممكن تكون خنجر في قلب حد تاني. وممكن نفس الكلمة لو كانت طيبة، تبقى البلسم اللي يخفف وجعه.
اختار تبقى في صف اللي بيسند، مش اللي بيكسر. خليك دايمًا ضهر للي حواليك، مش حمل عليهم. كلنا عندنا مشاكل، كلنا بنعدي بحاجات، فليه نزود على بعض بدل ما نخفف؟
ابدأ بنفسك، وافتكر إنك ممكن تكون الفرق في حياة حد. بكلمة، بنظرة، بموقف بسيط.
الدنيا أحلى بقلوب طيبة ومفيش أحلى من إنك تكون سبب في ابتسامة حد، مش دمعته.
ساعات بنشوف حد ماشي لوحده، شكله غريب شوية، لبسه مش على الموضة، أو بيتكلم بطريقة مش شبهنا.. فنبدأ نضحك، نقول تعليق، نبصله بنظرة فيها حكم عليه.
بس عمرنا ما سألنا نفسنا: هو حاسس بإيه؟ هو مر بإيه؟
اللي مختلف عنك مش غلط، هو بس مش شبهك.. وده مش عيب بالعكس، الاختلاف هو اللي بيخلينا مميزين.
وصدقني، اللي بيتنمر ده مش شجاع، دي طريقة بيغطي بيها على حاجة ناقصة جواه.
كل واحد فينا محتاج يتحب ويتقبل زي ما هو. ومفيش حد في الدنيا دي جه بإيده، لا شكله، ولا لونه، ولا صوته.. فليه نحاسبه على حاجة هو مالوش ذنب فيها؟
علشان كل ده بنقول إلا التنمر..